وكالة أنباء الحوزة - أكّد الأمين العامّ للعتبة العلويّة المقدّسة الخادم السيد عيسى الخرسان أنَّ استحضار السيرة العطرة للمحقق الميرزا النائيني (قدس سره) في رحاب المولى أمير المؤمنين (عليه السلام)، إنما هو استحضار لروح المدرسة النجفية في أصالتها وامتدادها في تمثلاتها الفقهية والعقدية والأخلاقية.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر التكريمي الدولي الخاصّ باستذكار جهود الميرزا المحقق العلّامة محمد حسين النائيني (قدس سره).
وقال السيد الخرسان بهذا الشأن: "نجتمع اليوم تحت أفنان شجرة العلم والتقى للحوزة العلمية الشريفة لنحيي الذكرى العطرة لواحد من أعاظم فقهائنا ومراجعنا وأركان مدرسة النجف الأشرف، العَلَم العَلِيم الفقيه المحقّق آية الله العظمى الشيخ محمد حسين النائيني (قدس سره الشريف)"، مؤكدًا أنَّ استحضار سيرته اليوم إنما هو استحضار لروح المدرسة النجفية في أصالتها وامتدادها في تمثلاتها الفقهية والعقدية والأخلاقية، وهي على مدار الحقبة الزمنية الممتدّة من لحظة الغيبة وحتى لحظة الظهور المبارك في عين الله تعالى وتحت أنظار صاحب الأمر، تتنقل بين أكناف التوفيق والتسديد مرتكزة على التقوى والعدالة وحفظ بيضة الدين وصيانة الأنفس ورعاية القيم الإنسانية السمحة.
وأكّد الخرسان: "إنَّنا نجتمع اليوم تحت أفنان شجرة العلم والتقى للحوزة العلمية الشريفة لنُحيي الذكرى العطرة لواحد من أعاظم فقهائنا ومراجعنا وأركان مدرسة النجف الأشرف، العَلَم العَلِيم الفقهي المحقق آية الله العظمى الشيخ محمد حسين النائيني (قدس سره الشريف)".
الميرزا النائيني ركنٌ حيٌّ من أركان الحوزة العلمية
وأشار السيد الخرسان: "لقد كان الميرزا النائيني من أولئك الرجال الذين جمعوا بين عمق النظر الأصولي والوعي الحضاري الرسالي، فكان فكره امتدادًا لمدرسة الاجتهاد الإمامي ونقلة نوعية في تقعيد الأصول وتحرير مبانيه، عرفته أروقة الحوزات العلمية بغزارة الأثر ودقة النظر في المسائل الفكرية والعلمية والرجالية، متوخّيًا طريق الاستدلال العقلي والبرهان المنطقي، مما جعله من أركان التسديد العلمي في الحوزة العلمية الشريفة، ومن أفذاذ العصر وأساطين الشريعة الذين ما تزال آثارهم حية في مناهج البحث والتحقيق إلى اليوم".
المحقق النائيني أمة في رجل
وأكّد الأمين العامّ للعتبة العلويّة المقدّسة أنَّ :"عبقرية المحقق النائيني (قدّس سره) لم تتوقف عند حدود الدرس والتحرير العلمي، بل امتدت إلى ساحة الأمة، فكان من روّاد الفكر الإسلامي السياسي في العصر الحديث؛ إذ كتب سِفره الجليل ورسالته الخالدة تنبيه الأمة وتنزيه الملة ليؤصل فيها مفاهيم العدل والحرية والمسؤولية من منظور فقهي أصيل، مقدمًا أنموذجًا في الاجتهاد الحي المتصل بواقع الأمة وشؤونها، وممعنًا النظر في مشكلات العامّة من الناس، فقد أرجعها إلى أصلين مترابطين هما الجهل والفقر، فقال: إنَّ الجهل هو فقر في جوهره، كما أنَّ الفقر هو جهل في جوهره، وهذه لمعته من جملة نكاته العلمية البكر ونبوغه الذهني المتوقد.
لقد كان العلّامة النائيني (طيّب الله ثراه) أمةً في رجل، جسد في شخصه العلم والورع والعقل والغيرة والرسوخ في الفقه واليقظة في الشأن العامّ، وإنَّ استحضار سيرته اليوم إنما هو استحضار لروح المدرسة النجفية في أصالتها وامتدادها، مدرسة تربط العلم بالمسؤولية وتعتبر الاجتهاد رسالة تاريخية وأمثولة لمعاني الاستخلاف الإلهي".
وفي مسك ختام كلمته قدَّم السيد الخرسان الشكر والثناء لكل من ساهم في إحياء هذه الذكرى العطرة.
المصدر: العتبة العلوية
تعليقك